📝 الدكتور محمد عماد كاظم / كاتب وصحفي
حركة النجباء التي انشئت لاهداف سامية اولها نصرة الفقراء واعلاه كلمة المقاومة ضد قوى الاستكبار والارهاب دون النظر الى تحقيق اية مكاسب سياسية باتت تعتبر من الحركات الاسلامية التي تشكل ركيزة في ضرب مخططات (امريكا والكيان الاسرائيلي الصهيوني) ولهذا نجد ان هذه الجهات عمدت الى تصنيف الحركة كجهة ارهابية ووضع قائدها سماحة الشيخ اكرم الكعبي في قائمة المطلوبين، الامر الذي يوكد واقعية تاثير هذه الحركة في ردع حلف الشيطان. فحركة النجباء التي تصدت بشكل واضح وكبير للارهاب في سوريا والعراق مع بقية فصائل المقاومة الاسلامية بات ياخذ بعين الاعتبار جهدها لدى القوى العظمى وهذا ما يوكده بيان وزارة الخارجية الروسية الذي نشر على موقعها الرسمي بشان لقاء سماحة الشيخ اكرم الكعبي مع مبعوث بوتين لدى الشرق الاوسط وشمال افريقيا ونائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بغدانوف والذي اكد خلال القاء تم التأكيد على الحاجة إلى زيادة توطيد الجهود لضمان الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب الدولي. وهنا الجانب الروسي يثمن ويعترف بالادوار المهمة التي تقوم بها الحركة في محاربة الارهاب لاسيما وان الجانب الروسي على تام بما قدمت الحركة من جهود تمثلت باعطاء العشرات من الشهداء من اجل تخليص الشعب السوري من خطر الارهاب الذي صنع باموال خليجية وبتفكير اوربي امريكي وباسناد تركي وحشود ارهابية جاءت من مختلف دول العالم . فزيارة الكعبي الى موسكو تاتي في وقت يشهد العالم تغيير كبير بعد الاحداث الجارية في اوكرانيا والتي يجد البعض فيها باتت تمثل بداية التحول العالمي وضرب احادية القطب الواحد الامريكي المتحكم في السياسة الدولية فجولة الشيخ الكعبي والخوض بحوارات سياسية مع اعلى المستويات الروسية لمناقشة هذه التطورات وكذلك نقل روى قوى المقاومة في الخلاص من سيطرة الاستكبار الامريكي والدعوة الى عالم متعدد الاقطاب وكذلك توضيح الموقف العراقي الرافض لبقاء قوات الاحتلال على الاراضي العراقية وفي هذا التوقيت الحساس تمثل روية سياسية مهمة تاخذ في عين الاعتبار لاسيما وان الموقف السياسي الرسمي العراقي في السنتين الاخيرتين كان ضبابي ورمادي بل يمكن وصفه بانه يميل الى المواقف الدولية الغربية فالتصريحات التي صدرت من الشيخ الكعبي اعطت موقف مغاير يوكد على اهمية التعاون وتطوير العلاقات مع كافة الدول بما في ذلك روسيا مع عدم الانخراط في دعم الدول الغربية التي عرف عنها باستغلال الشعوب والتحكم بمصائرها، فالتعريف بمواقف الحركة خلال هذه الزيارة لم يقتصر على البعد السياسي بعد اشترك فيه البعد الديني لاسيما وان روسيا وحسب الاحصائيات تحتوي على اكثر من عشرين مليون مسلم روسي، فالشيخ الكعبي اراد ايضا ان يوصل موقف سياسي ديني الى هذه الجهات عندما اجرى لقاء مع رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا المفتي ألبير كرغانوف والذي اشار الى اهمية توحيد صفوف المسلمين لمواجهة التحديات الغربية التي تريد زرع التفرقة بين ابناء الاسلام ، مؤكدا ان التطرف الارهابي هو صنيعة غربية لتحقيق اهداف سياسية في العالم الاسلامي مبينا ان تجربة الحشد الشعبي في محاربة الارهاب تمثل عنوان اسلامي اصيل يعكس الوجه المقاوم للمسلمين في حماية مسار السلام والاسلام في المنطقة لاسيما وان الجهات التكفيرية ارادت خلق اسلام جديد يؤسس للعنف والدمار ويتيح للقوى الغربية النيل والتنكيل بمبادى الاسلام من خلال خلق التهم اتجاه الدين الاسلامي ووصفه بالخطر على البشرية . فنقل تجربة وحراك فصائل المقاومة الى الدول الكبرى تعتبر خطوة مهمة لها ابعاد كثيرة اولها يتمثل ياخذ الاعتراف الدولي بعمل هذه الجهات التي يمارس ضدها تضييق عالمي مبرمج وكذلك يعرف المجتمعات العالمية بماهية هذه الحركات المناوى للمواقف الامريكية فذهاب الشيخ الكعبي الى موسكو يعتبر خطوة في الاتجاه المقاوماتي الدولي الذي يجب ان يوسس له وان يوخذ بنظر الاعتبار مِن قبل جميع فصائل المقاومة التي يجب عليها التحرك نحو جميع الدول التي تتوافق معها وتعارض التوجه الامريكي من اجل خلق روية عالمية مضادة لهذا القطب الاوحد والذي اوجدت الحرب الاوكرانية صدعاً فيه ويتوقع ان يتراجع في قادم الايام ، كما ان الزيارة وجدا متابعة اعلامية واسعة من قبل الاعلام الروسي الذي بدء ينتشر بقوة في جميع دول العالم فحرص قناة روسيا اليوم على اجراء لقاء مطول مع سماحة الشيخ يوكد اهمية الاستماع الى موقف حركة النجباء وفصائل المقاومة لما يدور في العالم .
ابعاد الزيارة لم تتوقف عند الجانب السياسي والديني والاعلامي بل كان لها بعد ثقافي وهذا ما كان حاضر خلال لقاء سماحة الشيخ اكرم الكعبي مع فيتالي نعومكين رئيس معهد الاستشراق الروسي والذي يعتبر من اهم المعاهد العلمية الروسية المعنية بالشرق الاوسط فنعومكين تلك الشخصية التي تعتبر أحد الوجوه اللامعة في مدرسة الاستعراب الروسية المعاصرة.
فمؤلفات ناؤمكين حوالي 500 كتاب وبحث باللغة الروسية واللغات الاجنبية حول تأريخ الاقطار العربية وبلدان آسيا الوسطى والقوقاز والبحوث الإسلامية وعلم اللغة والعلوم السياسية. وتتركز أعماله على البحوث الخاصة بالإسلام والتأريخ العربي القديم والدراسات حول جنوب الجزيرة العربية وتطور الحركات الإسلامية المعاصرة. كان سعيدا بلقاء الشيخ الكعبي مشيدا بالادوار المهمة التي تقوم بها حركة النجباء داعيا الى اهمية تعزيز العلاقات بين العراق وروسيا في المجالات العلمية والثقافية، فحضارة العراق الي ضربت جذورها في اعماق التاريخ يقول عنها نعومكين تعتبر محفزا لاجراء هذا التعاون، فالشيخ الكعبي بجولته الاخيرة الى موسكو حقق جميع مكتسبات الزيارة ويمكن وصف الجولة بالناجحة في كافة المقاييس كما انها تؤسس لحراك دولي يستعرض اهمية تواجد فصائل المقاومة في الشان الدولي .